القصدية التاريخانية / الأستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي

إن تكرار الصورة بين الماضي والحاضر ، أو تأكيدها في حضورية الماضي في الوعي الجمعي وذاكرته ، تجعل من مبدأ المطابقة لخطاب السلطات الممتدة على مر التاريخ ، يقع تحت دائرة الشك ،والدعوة الى ضرورة الفصل بينها وبين رغبات السلطة بمؤسساتها المختلفة ، لذلك فأن القراءة التاريخانية لقصدية الإساءة والتشويه لمرتكزات الرغبة الثقافية في الخطابات السلطوية ، تقوم على ما يقابلها من معاني الخفية لرصدها وتوضيح النوايا التي كانت وراء إخفائها ، فأن أي منجز أبداعي ، أو ثقافي ، أو أخلاقي قائم على مبررات سلطة ما في فترة من الفترات ، لابد ان يكون هناك مبررات لدعمه والترويج له في الوسط الثقافي في داخل مجتمعات السلطة أو خارجه، لذلك ان المعنى الذي ينتجها المنجز و خطابه ، سواء كان منتج ثقافي أدبي فني أو ديني أخلاقي ، أو سياسي ، أو اجتماعي وغيرها من الجوانب ، لم يكن دون تأثير للأجواء والبيئات الحاكمة آنذاك على هذا النتاج الثقافي سواء بطريقة مباشرة من توجيه ودعم وغير ذلك كما حصل في الحشد الخطابي للحروب الصليبية وما بعدها من حملات استعمارية غربية ، أو عن طريق غير مباشر ، من خلال أنتاج نصوص تروج لشيء معين في ذات الموضوع نحو جهة ما ، كما حصل في جعل النصوص الشكسبيرية هي الحاكمة في أي نتاج أدبي يكون مقايسة النص الشكسبيري ، حتى أصبح الأدب الانكليزي ممثلاً بالمسرحيات الانكليزية وخصوصاً الشكسبيرية قاعدة لتعلم الثقافة العالمية واللغة الرسمية الممثلة للعالم المتحضر وكما حدث في أفريقيا واسيا ، وعندنا نحن العرب في مناهجنا الدراسية ، علماً ان شكسبير كان قد كتب مسرحياته في فترات زمنية تعود الى أكثر من أربعة قرون مضت ، ونحن الى الآن في عصر أصبح فيه النتاج الأدبي أكثر غزارة وتنوع ، نعتمد على الفترة الشكسبيرية ،وما أنتج فيها من نصوص ، وهي تعبر عن السياسة الإمبراطورية الاستعمارية ، وما مسرحية (العاصفة) الا مثال لحقبة الرجل الغربي المخلص لأي بقعة يدخلها ويحررها من الركود.
إن قراءة أهم النتاجات الثقافية الغربية ، التي تناولت ظاهرة الإساءة والتشويه ، والتي نحاول ان نقرأها من خلال المناهج السابقة التي ذكرناها في الخطاب والتفكيك والهيمنة الثقافية ، ونضيف اليها القراءة التاريخانية التي سنتكلم عنها في هذه النقطة تحديداً ، أي ان قراءة النتاج الثقافي الغربي سيتم من خلال البحث في الماضي والذاكرة والتاريخ وكذلك الحاضر الذي هو امتداد طبيعي لتلك الحقب ، فالذاكرة الغربية و ما تحتويها بحاجة الى قراءة تاريخانية وربطها بالخطاب الحاضري الغربي في صيغه ودلالاته ، مثلاً أذا كان العربي شهواني وقاتل ، فأن أوصاف هذا العربي المسلم الذي تجسدت في صورة الرسول محمد (ص) في الفيلم المسيء الذي أنتج في الوقت الحاضر ، فهل هذه الأوصاف رآها المنتج والمخرج للفلم في الصورة الداعشية ؟ أم انه استقاها من الذاكرة الغربية وما حفلت به من صور مشابه لذلك ، وكذلك الرسوم المسيئة ، وغيرها من أمور حاولت الإساءة والتشويه لمبادئ الدين وقيم الرسول الكريم (ص).
إن طبيعة النتاجات الثقافية ذات القصدية في الإساءة والتشويه لا يمكن ان نفصلها عن واقعها وبيئتها ، لذلك فأن القراءة التاريخانية لهذه النتاجات الثقافية ، تتطلب قراءتها ضمن سياقها لتاريخي مع التركيز على التاريخ الأدبي والثقافي والانفتاح على تاريخ الأفكار، التي كانت تعبر عن أيديولوجيات السلطة ، أو الفئة المهيمنة ، أو الطبقة الحاكمة، لأنها تعد من المرتكزات التي ساهمت في صنع الصورة المقصودة من النتاج الثقافي وطبيعة التوجيه الذي أريد منها في نعت الأخر ، لذلك فان هذه القراءات التي ستجعل من النتاج الثقافي السلبي، ان صح التعبير ، أو المشوه لصورة الآخر ، كان في الأصل قائم في الأفكار والتوجيهات والأيديولوجيات المسيطرة التي عملت على تأكيد هذه الأفكار أو ما ساعد على قيامها في النتاجات الثقافية بصورة مباشرة من خلال تبني ودعم لهذه الأفكار في خطاباتها الصريحة ، أو تحويلها الى ثيمات ثابتة في المجالات التكوينية التي تأسست عليها مفاهيم ثقافية قابلة لان تندرج ضمن خط ، أو منهج أدبي ،أو فني ،أو ديني ،أو أخلاقي يضمر في داخله هذه الأفكار ،أو يتمظهر بها في سلوكياته وفعالياته المجتمعية ، في كون ان المقابل تأسس عليه هذا البنيان ،أو الهيكل المعرفي المسيطر على البيئات الفاعلة في الوسط المنتج للأفعال المؤثرة في عقول الناس وذهنياتهم ، فأن أراد أي باحث أو مطلع على قراءة وتحليل هذه النتاجات ، لا بد ان يعتمد بالدرجة الأولى على ان هذه الأفكار القابعة خلف النتاجات الثقافية هي ليست أمينة ،أو حيادية في نقد الآخر أو أظهار ملامحه ، بل هي قائمة على تأكيد ما في ذلك العصر من أيديولوجيات مسيطرة قائمة على الأفكار المناقضة للآخر , فلا بد للقارئ ان يعتمد على لغة التفكيك والتشريح وتقويض المقولات المركزية وفضح الأوهام الأيديولوجية السائدة في المجتمع ، وتعرية أساطير المؤسسات الثقافية الحاكمة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن تاريخ متجانس متطور بشكل متسلسل كرنولوجي ، بل هناك تاريخ متقطع يعرف مجموعة من الثغرات والبياضات ، حيث تهمش فيه فئات ، وتسود أخرى ، لذلك يتقابل التاريخ المنسي مع التاريخ الرسمي الذي يُعبر عن الطبقات الحاكمة التي تسود المجتمع ، ويعني هذا ان ثمة تاريخيين متناقضين : تاريخ السُلطة وتاريخ الشعب ، أو تاريخ السيادة والتاريخ المهمش . وكذلك يوجد على وفق هذا التصنيف ثقافة السلطة ،وثقافة الشعب ، ثقافة السيادة ،وثقافة المهمش ، وآداب السلطة المتسيدة ، وآداب المهمشين ، وينتج عن كل هذا التصنيف في النتاجات الثقافية ، من أفكار عليا تصبح مثال لكل من يريد ان يندرج تحت مظلة أدب العصر وثقافته ، لينتج ايضاً ، صور تكون هي صور السلطة في نتاجاتها الثقافية والأدبية والفنية المُعبر عنها بالأفكار والأساليب ، التي تدعم ويروج لهما عالمياً في مقابل صور المهمش التي تقبع خلف المشهد العالمي وتكون ذات تاريخ وفكر منسي في ظل السيطرة على هذا المشهد الثقافي الكوني ومرجعياته ذات الأبعاد الثابتة في الفكر العالمي المسيطر عليه مؤسساتياً ومنهجياً وايدلوجيا وهذا هو منطق القوة ، قوة الثقافية المدعومة بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي ، والتاريخي الذي روجت له السلطات المتعاقبة على صناعة التفوق .
ومن هنا فان طرفي النتاج الثقافي المرسل والمرسل اليه (الكاتب والقارئ) سواء كانوا أفراداً أم جماعات ، فأنهم لا يخلون في نتاجاتهم وتلقي هذه النتاجات من تأثيرات ايدلوجية قائمة على التوجيه نحو هدف معين قريب كان أم بعيد ، مباشر كان أم غير مباشر .
إن مفهوم الأثر الأيديولوجي يبقى هو المبرر الذي يستمر بعد الدائرة الاتصالية بين طرفي المنتج الثقافي ، لذلك فأن القارئ كالمؤلف معرض للمؤثرات الأيديولوجية في عصره ، ومن هنا فلا أمكانية لتفسير أو تقييم موضوعي للنص الأدبي ، بل ان ما يحدث هو ان القارئ أما ان يُطبع النص – في حالة اتفاق أيديولوجية كقارئ مع أيديولوجية الكاتب – فيمنح خصائص الموضوعية والفنية صفه العالمية والديمومة ، أو ان يستعيد النص – في حالة اختلافه مع الكاتب –بإسقاط فرضياته على ذلك النص ، وفي كلا الحالتين فأن التأثير الايدلوجي موجود أصلاً حتى في حالات الاختلاف ، فمن يقوم العمل لصالح الايدلوجيا الخاصة في ذلك العصر سواء كان الكاتب في نتاجه أو المتلقي فرداً وجمهور جماعته في تلقيها ، لذلك فأن الايدلوجيا التي تشكلها المؤسسة الثقافية ستكون في كل الأحوال هي قادرة على نشر ثقافتها وتحقيق أهدافها من كلا الطرفين ، أو من احدهما.
إن المؤسسات الحاكمة ، والقصد بالحاكمة ليست فقط السلطات الدنيوية ، بل حتى اللاهوتية ، والاجتماعية والفكرية في عصر ما تستطيع ان تتفق على ان عدوها واحد هو من يريد ان يمحي أو يغير من كيانها وملامحها ، لذلك فأن في اغلب الأحيان يمكن لهذه المؤسسات ان تتقاسم السلطات ، أو ان تعيش في سياق ومبدأ عدم التصادم من اجل الاستمرارية في تشكيل المجتمع ، حتى وان حصلت بينهما بعض الإشكالات المعرفية ، لكنها تبقى شأن داخلي ، أما في نظراتها الى خارج كيانها ومصالحها ، فأنها تتحد من اجل ان تكون أكثر قوة وصلابة ، وبهذه الطريقة تجاوز الغرب المسيحي خلافاته مع الملوك والأمراء وحكام المقاطعات في قضية الحروب الصليبية مثلاً ، وكذلك أعيد المثال في الوقت الحاضر ،إذ تم أعادة هذا التجاوز في الخلافات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وقالها(بوش الابن) سواء كانت مقصودة ، أم زلت لسان ، بأنها حرب صليبية ، والتاريخ قد أعاد نفس الأسلوب في التحفيز وإعادة صورة الآخر المسلم، فان هذا المثال هو سلوك منظم قائم في الوقت السابق وأعيد انتاجه في الوقت الحالي لذلك فأن دلالة الحروب الصليبية كبيرة وقد لا تتطابق مع الوقت الحاضر لدول تدعي العلمانية وبعيدة عن الدين ، فما هذا التشابه ، هل هو سلوك منظم لبناء صورة العالم من جديد ،أم إعادة صورة الماضي من جديد في هذا العالم؟. وهنا يطرح (ستيفن غرينبلات) في مقدمته كتابه (التشكيل الذاتي لعصر النهضة 1980) ، والذي يناقش فيه عدد من مؤلفي عصر النهضة ، يركز على مفهوم تنظيم السلوك لإدراك العالم ، وإذا ما طابقناه على كُتاب ومؤلفو الوقت الحاضر ستكون النتيجة متطابقة الى حد ما مع ما يريد ان يقوله (غرينبلات) في هذا الكتاب ، اذ يشير فيه على وفق تصورات (هانتر كادزو) في التاريخانية الجديدة ونظرته لهذا الكتاب عن مؤلفي عصر النهضة قد تحكمت في هذا العصر مجموعة متنوعة من المرجعيات-المؤسسات كالكنيسة والبلاط والكتاب والعائلة والإدارة الكولونيالية ، بالإضافة الى قوى أخرى مثل الرب والكتاب أو الكتاب المقدس من خلال وجهة نظر غرينبلات التاريخانية الجديدة ، فأن المدونات المتنافسة والممارسات التي مولتها تلك المرجعيات كانت بنى ثقافية ، قصص جماعية ابتدعتها تلك الجماعات من اجل تنظيم السلوك وإدراك العالم الذي هم فيه على الرغم من ان هذه السلطات نفسها مالت الى ان تبين أن تقاليدها أمور طبيعية ، وبحثت في ان تمثل أعداءها على أنهم غرباء عن النظام الشرعي أو مقلدين هزليين له، ولأن القوى البشرية قد تأسست على ذوات في اللحظة التي خضعت فيها لواحد من هذه السلطات الثقافية ، فأن سلوكها قد تشكل بالمدونات (الدساتير) التي مولتها المؤسسة التي يعودون اليها وتعلموا ان يخافوا أو يكرهوا (الآخر) الذي هدد وجودهم الفعلي ، فمن هنا يأتي تشكيل الوعي بالآخر الذي هو مناقض للوجود الفعلي لهذه المؤسسات التي حاولت بناء نظام صارم تنوعت به الوسائل ولكنها اتفقت على هدف واحد وهو (الآخر) ، قد تكون بعض الخلافات الداخلية موجودة في السيطرة على هرم الدولة والنظام العالمي ، لكن هذا داخلياً لم يمنع من الاتحاد ضد من هو خارج الحدود الثقافية الغربية ، فالصراع الداخلي يتضح من خلال تغير من هرم السلطة الغربية ، في مراحله الأولى منذ تكون الصراع حول السيطرة ، كانوا اليونانيون وبعدهم الرومان ، وبعدهم الكنيسة ورجالها ، ومن ثم في عصر التنوير تغير رأس الهرم نحو قيادات تؤمن بالتطور الصناعي والاقتصادي والتجارب التي أخذت من الواقع الغربي ورغم الصراعات الداخلية حول قيادة كل مرحلة ، لكن الهدف الخارجي والعدو الخارجي بقي بمواجهة موحدة في كل الفترات حتى لا يتغير وجودهم الفعلي ، وهو الذي أطلق عليه (هنتنجون) بصراع الحضارات ، فالصراع الحضاري يبقى فيه العدو هو من يهدد حضارتهم و وجودهم وكيانهم، فان هذا الصراع سيتوج بصراع مع المسلمين فقط دون غيرهم، والمقصود في هذه الحرب هو وجود المسلمين الفعلي الذي هدد وجود الغرب، ومن أين يستمد المسلمون وجودهم وكيانهم وتعاليمهم؟ ، من نبي الإسلام محمد(ص)، لذلك فأن هذه المؤسسات المجتمعة كانت تنظر للآخر بأنه العدو ، والآخر كان لابد ان يصور داخلياً في ذهنية أبناء المؤسسات الغربية ، ويصور ايضاً في الخارج على وفق ما تريده هذه المؤسسة ليكون مصداقاً لكلامهم وهو ما حصل ويحصل في الوقت الحالي من جعل الإسلام كلمة مرادفة للإرهاب ، بجعل المسلم الحالي في وجوده هو من يمثل بتصرفاته وسلوكياته نبي الرحمة محمد(ص) ، حتى تنطبق هذه المواصفات بين الماضي والحاضر فالتشويه يقصد به الجذور وليس الحاضر فقط ، حتى لا نعود ونقول بأن الجذور سليمة والحاضر مشوه ، فعملية التشويه هي ليست آنية ، بل لها امتدادات بعيدة تعود الى بدايات ظهور الإسلام وتشكل المرحلة الثانية من الصراع بين الإسلام والمسيحية.
لقد أرتبط هذا البناء المعرفي في جعل صورة الآخر مشوهه، ويجب ان تستمر من خلال رسم سياسة تخلف مستمر ثقافياً ومعرفياً ، والسيطرة على البنى التاريخية والاجتماعية وتدوين تاريخ الشعوب ، وان من يصيغ الحياة الجديدة هو ليس ابن الحضارة المحلية ، بل ابن الحضارة المنتصرة في أواخر الحرب الكونية بين طرفي الصراع الحضاري ، لذلك فبعد تنظيم السلوك لإدراك العالم الجديد في ضوء الحضارة الغربية ، كان لابد من رسم سياسة مكملة في الجانب الآخر حتى تكتمل مراحل السيطرة الثقافية ، وهو ما طالق عليه (تطور التخلف) في مختلف المستويات ومنها الثقافية ، لذلك جاءت النظرة الى العالم الثالث بوصفه هامشاً على نظام اقتصادي عالمي ، فيه المركز –أي الغرب- يراكم الأرباح ، ويبقى العالم الثالث على الهامش في وضع التبعية الدائمة ، وهكذا فأن التخلف ليس موقفاً بل هو عملية ، والعالم الثالث ليس متخلفاً ، ولكن الغرب يبقيه في حال من التخلف . وقد صاغ اندريه جوندر فرانك Andre Gunder Frank أكثر صيغة لافته له (تطور التخلف) ، حتى لا يكون العالم الثالث ومنهم الدول الإسلامية قادرة على مجارات العالم الأول ثقافياً واقتصادياً ،فأن تطور التخلف يرتبط بفلسفة الساسة الرومانية التي تجعل من الشعوب والحضارات التي تقع تحت سيطرتها غير قادرة وخاضعة وخانعة ، ولا تواجهه ، وتصل الى مستويات من عدم الإرادة في مواجهه المحتل ، كذلك فأن (تطور التخلف) الذي يأتي من خلال إدراك العالم وجعله تحت سيطرة ثقافية كونية ، فأن هذا الإدراك يأتي من خلال تجسيد خطر كل فئة ،أو شعب ،أو امة ،أو حضارة على الجانب الغربي، ومنها ما شكله الإسلام في ذلك ، لذلك فقد خضعت هذه الشعوب الخارجة عن الحضارة الغربية الى أسلوب ممنهج من الدراسة والمعرفة ، وما خلفته المصادر السابقة في هذا المجال من دراسات عن الشعوب سواء جاءت عن طريق الرحالة ،و عدد كبير من المستشرقين ،أو البعثات . . . الخ ، الذين قاموا بدراسة الشعوب كل حسب الخطر الذي يشكله ففي الأراضي الواطئة ،على سبيل المثال ،كانت تتم دراسة الصينيين، بسبب الجماعة الصينية المهمة الموجودة في جزر الهند الشرقية، وتتم دراسة اليابانيين بسبب (الخطر الأصفر)،كما تتم دراسة الإسلام بسبب خطر (التعصب الإسلامي). لذلك فأن الخطر الذي يأتي من الخارج سيصنف بحسب أهميته واستمراريته على المركز، ومهما كان الهامش بعيد لكنه يبقى ماثل في أعين وأذهان الناس في العالم الغربي ، ويبقى التعامل مع الشعوب بحسب تاريخها وما قامت به من مواجهات مستمرة مع الغرب التمدد شرقاُ، لذلك فأن الشرق الأوسط كان الأهم والإسلام كان المهم والصراع هو حضاري وليس مصالحي أو من اجل أطماع وقتيه في ثروات وغيرها ، وأكثر الذين استمر الصراع معهم في منطقة الشرق الأوسط الإسلامي هم الغرب ابتداءً من اليونان والرومان وأوربا المسيحية وصولاً الى الاستعمار وأخيرا وليس أخرا بعد أحداث (11سبتمبر 2001) وحربي أفغانستان والعراق والقادم أعظم في هذه المنطقة .

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *