يُعد الصم والبكم من المعوقين حسياً ، وعوقهم يقع في ( حاسة السمع وجهاز النطق ) ، مما يمنع تواصلهم مع الآخرين بسبب عدم تلقي الكلام عن طريق حاسة السمع ( الأذن ) وإرساله عن طريق ( جهاز النطق )، وهذا العوق الحسي يسبب عدداً من المصاعب والانتكاسات النفسية والاجتماعية ، حيث يحد هذا العوق من تفاعلهم الطبيعي مع بيئتهم الاجتماعية ، مؤثراً ذلك على تطورهم العقلي الذي ينعكس سلباً على تطورهم الفكري في اكتساب المعرفة ، وكذلك يسبب صعوبة عملية الاتصال لديهم ، بسبب تأثيره المباشر على تعلم اللغة الصوتية التي يكتسبونها عن طريق حاسة السمع ، ولا يقف هذا الأمر عند ذلك بل يؤثر في نفسية الصم والبكم ، لأن صعوبة الاتصال مع الآخرين يعني الانعزال عنهم ، وذلك ليس إرادياً بل أن عوقهم هو عوق قسري تفرضه الظروف الطبيعية والتكوينية على كل من الفرد الأصم الأبكم والفرد السامع ، فالإعاقة مشتركة بحيث تختلف عن أنواع العوق الأخرى ، فالإنسان السليم لا يصاب بالشلل بوجود شخص كسيح ، ولا يصاب بالعمى لوجود شخص أعمى ، ولكنه لا يقدر أن يتحدث مع الشخص الأصم الأبكم لذلك يصبح أصم مثله . وبالإضافة إلى المشاكل النفسية والاجتماعية التي يسببها العوق الحسي للصم والبكم .
وفي هذه الحالة يحتاج الصم والبكم إلى تعويض النقص الحاصل لديهم من جراء فقدان (حاسة السمع ) وعدم المقدرة على استخدام ( جهاز النطق ) . لذلك يمكن أن تتم عملية التعويض عن طريق التواصل البصري لديهم، ومن أجل استثمار الوسيط البصري في التواصل يتطلب ” تركيز الاهتمام بوجه خاص على التعليم المتجاوب ثقافياً مما يؤدي إلى اكتساب مهارات تخاطب فعالة وتحقيق الحد الأقصى ” (القاعد 6 – التعليم، 1994، 28) من التواصل السليم مع بيئتهم ، وذلك عن طريق أدوات ذات وسائل فاعلة تدخل في دعم وتطوير هذا الجانب لديهم .
ومن الأدوات المهمة التي تستطيع أن تقدم شيئاً في هذا المجال هو( المسرح ) ، وذلك لاحتوائه على مجموعة من الأهداف المندمجة التي تستطيع المساهمة في تفعيل وتطوير الجانب البصري عند الصم والبكم . فالمسرح يعد وسيلة من وسائل الاتصال البصري ، وذلك لامتلاكه عناصر اتصالية حية تمتلك صفة الحضور العياني المباشر من الجمهور ، أي إن ” الحدث المسرحي ليس منتجاً نهائياً كالرواية أو القصيدة ، إنه عملية تفاعلية تعتمد على حضور المتفرجين والذين عن طريقهم يؤتي الحدث المسرحي أثاره ، ويختلف العرض المسرحي بطبيعة الحال عن العمل المكتوب وذلك أنه يدخل في علاقة مباشرة مع جمهور المتلقين ” (سوزان بينيت، 1995، 98)وتلك العلاقة التفاعلية تؤكد الدور الاتصالي للمسرح . وكذلك يعد المسرح وسيلة من وسائل التعليم التي تقدم تجربة قصدية متكاملة للمتلقي ( المتعلم ) والتي تحمل في طياتها الخبرة العملية المشتقة من الحياة الفعلية ، في أغلب الأحيان ، والداخلة في بناء النسيج الاجتماعي . فالمسرح ” هو شكل من أشكال المعرفة أو الخبرة الإنسانية والحياتية التي يقدمها أو يعرضها المسرح إلى الجمهور على خشبة المسرح “(كمال عيد ، 1980، 99 ). وكذلك يعد المسرح وسيلة للمتعة والترفيه يساهم في تقريب المسرحية التعليمية المقدمة للمتعلمين ويساعد في زيادة فهمهم لها ، وذلك لأن التعلم قد أرتبط بشكل مباشر بالمتعة. والصم : ومفردها ( أصم ) وهو الشخص ” الذي حُرم من حاسة السمع منذ الولادة أو هو من فقد القدرة السمعية مثل تعلم الكلام أو من فقدها بمجرد تعلم الكلام لدرجة أن آثار التعليم فقدت بسرعة ” ( عبد الفتاح عثمان ، ب، ت ، 180) .
4،2 البكم :ومفردها ( أبكم ) ، وهو الشخص الذي ليس لديه ” القدرة على التعبير عن الأفكار الصريحة بكلمات منطوقة ، وبشكل عام عدم القدرة على إصدار الرموز الصوتية ” (ورشة عمل مدراء الإعاقة السمعية، 1999، 1) .
إجراءات أولية في تكوين الخطاب البصّري لمسرح الصم والبكم
التعرف على طبيعة الافراد المراد تقديم مسرح بصري اليهم ، يجب التركيز على ما يأتي : المشاركة في عدد من الفعاليات اليت يمارسها الأصم والأبكم في أماكن عامة أو خاصة كما هو في نعاهد الأمل الخاص بالصم والبكم ولمختلف الصفوف الدراسية فيه، وبعد المشاهدة والاطلاع، من أجل التعرف على العوامل والحالات التي لا تساهم في نجاح تكوين الدراما البصّرية عند الصم والبكم وهي :ـ
اللغة الصوتية التي يستطيع سماعها البكم .بينما لا يستطيع الصم سماعها وتوحيد الفئتين تحت لغة واحدة وهي لغة الإشارة.
لمصطلحات الإشارية الصعبة التي لا يستطيع الصم والبكم التعامل معها والتركيز على مفردات لغة الإشارة المحلية .
لابتعاد عن الحالات التي تشتت انتباه الصم والبكم عن الموضوع الجاري بحثه كالابتعاد عن حالة النقص لديهم مثلاً .
وفي هذه المقالة سنذكر تجربة قدمناها في معهد الامل للصم والبكم في محافظة ميسان وقد قمنا بمجموعة إجراءات ، منها : الاطلاع على المفردات الدراسية التي تدرس في المعهد ، والاستعانة بمعلمة اختصاص المعهد وباحثة اجتماعية من ذوي الخبرة في مجال تعليم الصم والبكم . ثم اختيار عددًا من الصم والبكم في المعهد ، لتمثيل المسرحية التعليمية ، وتمت عملية الاختيار من خلال مشاهدتنا للمستفيدين في داخل الصف (السادس ) وتحديد أربعة من المستفيدين الصم والبكم القادرين على تجسيد شخصيات المسرحية وهم :ـ
1 ـ أحمد جميل أحمد الصف السادس
2 ـ فاطمة عبد الرزاق عبد الله الصف السادس
3 ـ محمد عبد الرزاق عبد الله الصف السادس
4 ـ آلاء سلمان كاظم الصف السادس
التطبيقات العملية الأولية في المسرح البصّري
عملنا على إيجاد آلية عمل من أجل إيصال فكرة المسرحية وأهدافها للممثلين، واضعاً عدد من الخطوات من أجل تنفيذ صيغة العمل وهي كما يأتي :ـ
• شرح التطبيقات البصرية للنص المراد تقديمه، لأن هذه التطبيقات تعبر عن موقف كلي للممثلين الصم والبكم ، موضحاً من خلال ذلك فكرة المسرحية ، وطبيعة الشخصيات ، والبيئة الطبيعية والاجتماعية التي تعيش فيها .
• توزيع الأدوار على الممثلين الصم والبكم .
• أجراء ممارسة عملية أولية في حديقة المعهد لكونها مكان يتلاءم وبيئة المسرحية وذلك لإيصال الفكرة بشكل عملي إليهم .
• تنفيذ الخطوات المذكور أعلاه بمعزل عن عينة البحث المختارة .
وبعد أن تمت الممارسة العملية على المسرحية التعليمية وتكوين صورة عن الفكرة المسرحية ، أي إدراكها كلياً .
البيئة البصّرية وتفعيل الفاعلية الإشارية الدرامية لدى الصم والبكم
تحول العمل إلى طور التمايز وذلك لإبراز التفاصيل المكونة لبنية العرض البصري المسرحي من خلال العمل على تقسيم المسرحية التعليمية إلى مراحل في التمارين المسرحية ، وبدء التمارين على كل جزء مرات متتالية لفهم الإشارات والحركات والإيماءات المكونة لبنية المسرحية التعليمية ، إذ إن هذه الإشارات المستخدمة لم يأت بها الباحث من خارج بيئة الصم والبكم وإنما بالاتفاق مع المعلمة على توظيفها لصالح العمل لتكوين مفاهيم جديدة تخص العمل المسرحي التعليمي . والعمل على تكامل الأجزاء الرئيسة المكونة لبنية العرض البصّري المسرحي في صيغة جديدة ليتوصل من خلالها الممثلون إلى استبصار كامل للمسرحية التعليمية . وقد كان لعملية التكرار والتنوع في المدركات الحسية الأثر في تكوين علاقة بين الأفكار الجزئية التي ساهمت في تكوين إدراك عقلي كلي للموضوع .
مخططات الحركة على المسرح المفترض وبصّرية الرؤية الدرامية
وبعد أن اكتملت الإشارات والحركات بصورة نهائية بوصفها دلالات معبرة عن موضوع المسرحية في حديقة المعهد ، انتقلت التمارين إلى داخل القاعة الدراسية ، أعددّ الباحث مخطط للحركة على أرضية القاعة في اليوم الأول من التمارين ، وطلب من الممثلين الصم والبكم في الأيام التالية أن يقوموا بعملية تخطيط أرضية القاعة بأنفسهم وحتى يوم العرض ، وذلك لتثبيت الحركة في أذهانهم من جهة ، وربط كل حالة انفعالية يؤديها الممثل ومكانها في المخطط وبين الحركة التي تصاحبها في هذه المنطقة أو تلك من جهة أخرى . إذ أراد الباحث من وراء ذلك أن يطور ذاكرة الممثل عن طريق تدريبه على الموضوع الجاري بحثه . وقد استمرت التمارين في الإشارات المسرحية من أجل تكوين صورة دالة ، من خلال ثلاثة مستويات ، تحمل في داخلها مجموعة من القيم الاجتماعية والأخلاقية والتربوية ، وهذه المستويات هي :ـ
• الأفعال الداخلية والتعبير الخارجي ( الجسماني ) للمثلين ومطابقتها مع الأفعال الداخلية والخارجية للشخصيات .
• المظهر الخارجي للشخصيات والأدوات الأخرى المكملة للمظهر .
• طبيعة المكان الذي تقدم فيه التجربة المسرحية التعليمية .
إن الفعل الداخلي مسرحياً هو الذي يتطلب التغيير في الحالة الفكرية والعاطفية إلى حالة أخرى ، إذ يلازم حالة التغيير في الفعل الداخلي للممثل حالة من التغيير في تعبيره الخارجي (الجسماني ) ، والذي يعتمد على وجه الممثل وأجزاء الجسد الأخرى التي يستطيع بواسطتها أن يقدم صورة كاملة معبرة قادرة على جذب انتباه المتلقي . وقد تم العمل مع المستفيدين الصم والبكم من أجل تقديم واعٍ لأفعال الشخصيات الداخلية وتطابقها مع مظهرها الخارجي ، من خلال تبني تلك الأفعال الداخلية ، والتعبيرات الخارجية من الممثلين أنفسهم ، فخلق الممثلون عن طريق التمارين بالعمل صورة جسدية متحركة ومعبرة ارتبطت فيها الأفعال الداخلية مع المظاهر الخارجية ( الجسمانية ) للممثلين لإيصال مجموعة من العلامات البصرية الدالة والمعبرة عن موضوع المسرحية التعليمية .
أما المظهر الخارجي للشخصيات فقد تم العمل في هذا المستوى على الأزياء التي يرتديها الممثلون الصم والبكم ، ومدى مناسبتها مع الشخصيات المسرحية وملائمة حركاتها أثناء تقديم العرض البصري دون أي عرقلة تسببها لحركة الممثلين.
أما المستوى الثالث الذي يرتبط بمكان تقديم المسرحية التعليمية ، فقد عمل الباحث على تقديم المسرحية داخل القاعة الدراسية وهو مكان ( عارض ) ، حسب تقسيم ( جوليان هلتون ) ، وذلك من أجل جعل المسرحية التعليمية جزءاً من الدروس التي تقدم في المعهد ، لأن ذلك يجعل التجربة قريبة من الصم والبكم ، وكذلك لضمان عدم حصول تشتت في الانتباه في حالة تقديم المسرحية في مكان أخر خارج المعهد ، لم يتعودوا عليه ، وكذلك للمحافظة على حالتهم النفسية مستقرة ، لآن المعهد مكان اعتادوا عليه في ممارسة جزء من حياتهم اليومية .
تكوين النص البصّري ومستويات الدلالة الإشارية.
النص البصّري (مساعدة الصديق في العمل)
كان ( أحمد ) يمتلك مزرعة يعمل بها ، وفي كل صباح بعد أن حرثها وزرعها يسقي الزرع بالماء . وأثناء العمل شعر ( أحمد ) بتعب شديد نتيجة لارتفاع درجة حرارة الشمس ، فسقط على الأرض مغماً عليه . فجاءت أخته ( آلاء ) ومعها صديقتها (فاطمة) حاملة معها الطعام لأخيها ( أحمد ) ، وجلستا تحت الشجرة لانتظاره لتناول الطعام . لكن ( أحمد ) تأخر ، فقلقت عليه أخته ( آلاء ) فذهبت تبحث عنه ، فوجدته مغمياً عليه ، فنادت صديقتها ( فاطمة ) لمساعدة ( أحمد ) على النهوض فلم تستطيعا حمله ، فطلبت ( آلاء ) من ( فاطمة ) أن تنادي ( محمد ) لحمله فجاء (محمد) وساعد ( آلاء ) و( فاطمة ) في حمل ( أحمد ) إلى البيت . وبعد ذلك عادت ( آلاء ) من أجل العمل في الأرض بدلاً من أخيها ( أحمد ) كي لا تموت الأرض ، وجاءت في هذه الأثناء ( فاطمة ) فوجدت ( آلاء ) تعمل في الأرض لوحدها ، فقررت أن تنادي ( محمد ) ليعمل بدلاً من ( آلاء ) ، وجاء ( محمد ) مع (فاطمة) وقالا لـ ( آلاء ) أنك لا تستطيعين العمل بمفردك ، أنتِ صغيرة ، و ( محمد ) رجل قادر على العمل في الأرض . وهنا بدأ ( محمد ) يساعد ( آلاء ) في زراعة الأرض وسقيها ، فأنعم الله عليهم بالخير الوفير بمساعدة بعضهم بعضًا في زراعة الأرض .
الوصف الإشاري نص بصري
(مساعدة الصديق في العمل)
أحمد : (يمتلك مزرعة ، وكل صباح يقوم بحرثها وزعها وسقيها بالماء)
الوصف الاشاري 🙁 أشارات وإيماءات رجل مزارع حركات حرث الارض )
أثناء العمل شعر بتعب شديد نتيجة لارتفاع حرارة الشمس، فسقط مغماً عليه.
الوصف الاشاري 🙁 حركات لسقوط لأحمد مستلقياً على الأرض)
آلاء : ( أخت أحمد ، جاءت ومعها صديقتها فاطمة حاملة معها الطعام لأخيها) جلستا تحت الشجرة لانتظاره لتناول الطعام .
الوصف الاشاري: ( اشارات تدل على الجلوس مع حركات الانتظار من خلال وضع اليد اليمنى فوق الحاجبين والنظر افقيا ).
آلاء : (قلقت لتأخر أحمد .. ذهبت البحث عنه )
الوصف الاشاري : (أشارات ضرب ظهر الكف الايمن بباطن الكف الايسر والعكس .. مع حركة الى الامام تدلل على البحث والوصول الى مكان أحمد )
آلاء : (وجدته مغمياً عليه ، فنادت صديقتها لمساعدتها على حمله فلم يستطيعا)
الوصف الاشاري : ( اشارات المساعدة وسحب شخص في الارض ، ومن ثم أشارات النداء وتحريك اليدين شمالاً ويميناً ومع فتح الفم ورفع الرأس الى الامام)
آلاء : ( تطلب من فاطمة أن تنادي أخاها لحمله وبعد ذهاب فاطمة جلست بالقرب من أحمد )
الوصف الاشاري : ( اشارات طلب المساعدة وهي تحريك اليد اليمنى في إشارة الى القرية للمساعدة ، من خلال ضم الاصابع وفتحها ، ثم الجلوس قرب أحمد).
محمد : ( جاء هو وفاطمة وحمل أحمد الى البيت وبقيت آلاء في الارض وحملت ادوات الزراعة لتعمل بدل أخيها )
الوصف الاشاري : (يدخل محمد ويقوم بحركات حمل أحمد ويخرج هو وفاطمة وتقوم آلاء بحركات الزراعة مكان أخيها كي لا تموت الارض )
محمد : (يعود مع فاطمة ويقرر أن يشتغل مكان صديقه أحمد من أجل أحياء الارض وبدأ يساعد آلاء هو أخته فاطمة)
الوصف الاشاري : ( يدخلان للمسرح محمد وفاطمة وبحركات إشارية يأخذ أدوات الزراعة من آلاء ويعملون سوية في الأرض ).
• أبعاد الشخصيات ( البعد الاشاري البصّري للشخصيات الدرامية )
• شخصية ( أحمد ) : البعد الاجتماعي فلاح في العشرين من عمره البعد الطبيعي ضعيف البنية ، سليم البدن ، البعد السيكولوجي حالته النفسية جيدة . الـزي : يرتدي ثوب ريفي ( دشداشة ) مرفوعة من الأسفل ومربوطة من الوسط لتعطي علامة دالة عن المزارعين أثناء عملية الزراعة للأرض . أما الإكسسوارات المكملة لمظهر الشخصية ، فهو يحمل ( عصا ) من الخشب يستعملها ( كمسحاة ) يحرث بها الأرض .
• الشخصيتان النسائيتان ( آلاء و فاطمة ) : البعد الاجتماعي: بنتان ريفيتان في الخامسة عشر من العمر، البعد الطبيعي سليمتا البدن، البعد السيكولوجي حالتهما النفسية طبيعية .الزي : ترتديان أثواباً ريفية وتضعان الشال على رأسيهما. أما الإكسسوارات فكانتا تحملان أدوات طعام ( القدور، المواعين ، وفراش للجلوس).
• شخصية ( محمد ) :البعد الاجتماعي شاب من أهل القرية في العشرين من عمره ، البعد الطبيعي سليم البدن ، البعد السيكولوجي حالته النفسية طبيعية . الزي : يرتدي قميص وسروال وهو لباس الشباب في الأرياف .
النص والخطاب البصّري الدرامي والقيم في العرض المسرحي : يحتوي الخطاب البصّري عدداً من القيم الاجتماعية الأخلاقية والتربوية والمعرفية والوطنية وهي كالآتي :ـ
• حب الأرض والعمل على زراعتها وإنماءها وازدهارها لأنها المصدر الأول لغذائنا ومن دونها لا نستطيع الاستمرار في الحياة .
• حب العمل والتفاني فيه لأن العمل هو الوسيلة الأساس التي نستطيع من خلالها تحقيق الذات .
• مساعدة الصديق في الأوقات الصعبة التي يحتاجنا فيها .
• المشاركة في العمل الجماعي من أجل إنجاز العمل بأقل وقت وبفائدة أكبر ، وكذلك عدم الاتكال على الآخرين في إنجاز أعمالنا .
• عدم إجهاد النفس أكثر من طاقتها في العمل لأن العمل أكثر من طاقة الفرد سيؤدي إلى خطر على حياته ، ومن ثم خسارة للآخرين بفقد فرد منتج.
• رفع الروح الوطنية لدى أفراد العينة من خلال المحافظة على الأرض وسلامتها ، يعني المحافظة على الوطن وسلامته .
تنفيذ الخطاب البصّري للعرض المسرحي للصم والبكم
كانت المعالجة الفنية للمسرحية التعليمية المقدمة تتسم بالبساطة والوضوح ، إذ أنطلق الممثلون الصم والبكم في عملهم من خلال تكوين مجموعة من العلامات البصرية الدالة التي تخاطب الصور الذهنية عند الجمهور الذي هو من الصم والبكم . وقدم كل ممثل من خلال تبنيه للشخصية وتوظيف أفعاله الداخلية وتعبيراته الخارجية عن طريق الجسد والحركة الإيمائية والأزياء والإكسسوارات، في تصوير مجموعة من الأفعال الدالة عن سلسلة الأفكار المكونة لمعنى العرض البصّري ،إذ تجمعت مجموعة العلامات البصّرية المتركبة في المكان الذي تحول إلى بيئة زراعية ، أوحت به العلامات الدالة عليه ، أي أن قاعة الدرس ( مكان العرض ) تحول إلى ( مزرعة ) في مخيلة المتلقي بوصفه مكانا للأحداث . إن الفكرة الرئيسة التي تربط الأحداث المسرحية هي فكرة ( الأرض ) إذ تسعى جميع الشخصيات إلى إحيائها من خلال ( المساعدة في العمل ) . وهنا تمثل الصراع بين الشخصيات والطبيعة وظروفها ، مما جعل الشخصيات تصمم في تحقيق الهدف الأشمل ( أحياء الأرض ) وتحقيق الذات دون تخاذل أو انهزام أمام الصعاب . فالشخصية الأولى قدمت مجموعة من الإشارات والحركات الدالة على نوعية العمل ( الزراعة ) ، الذي يتضح من خلال الزي والإكسسوارات . فطريقة لبس الزي واستخدام الإكسسوارات أعطى صورة دالة عن ( الفلاح ) وطريقة عمله في الأرض الزراعية ، وكذلك أعطى من خلال إشارته وحركاته وإيماءاته دلالات عن حالة الطقس الذي كانت فيه حرارة الشمس عالية ، وهذا ما دعمته إشارات ( مسح الجبين ) و ( النظر إلى الأفق ) ، والتي أصبحت من دلالات معاناة ( الفلاح ). ولكنه على الرغم من ذلك استمر في العمل ومواجهة ظروف الطبيعة التي تمثلت في حالة الطقس من جهة وصعوبة زراعة الأرض في مثل هذا الوقت من جهة أخرى. فكانت الكفة تميل لصالح الطبيعة عندما أغمي على الفلاح من شدة التعب . ولقد كانت لحركة الممثل الأول وتوزيعها على مساحات المكان ابتداءً من أسفل يمين الخشبة إلى أعلى يسارها مروراً بجميع المساحات الأخرى وذلك من خلال الانتقال بحركات تصويرية دالة على نوعية الصراع وطبيعته في هذا الجزء من المسرحية .ولكن الصراع يأخذ منحى أخر بدخول الممثلتين اللتين تؤديان دور ( أخت الفلاح ) و (صديقتها ) ، واللتين نتعرف عليهما من خلال مجموعة من العلامات البصّرية الدالة مثل الزي والإكسسوارات وطريقة استخدامها مثل أدوات الطعام ( كالقدور والمواعين ) . وكذلك أعطت إشاراتهما وحركاتهما صورة واضحة عن حرارة الطقس مثل إشارة ( مسح الجبين ) وتكرارها لتوضيح طبيعة معاناة الشخصية الأولى بهذا الخصوص . وهنا يبدأ صراع ثانوي بين ( أخت الفلاح ) وحالاتها النفسية وهو صراع داخلي تمر به هذه الشخصية وذلك بسبب حالة القلق على أخيها . والذي اتضح من خلال الصورة التي رسمتها للمتلقي عن طريق حركات الذهاب والإياب وإشارات ( وضع اليد فوق الجبين ) للدلالة على البحث عن أخيها ، بينما كانت إشارات ( ضرب باطن اليد اليمنى على ظاهر اليد اليسرى) وبالعكس تدلل على حالة القلق ، وتأخذ حالة القلق بالتصاعد عندما تعطي إشارة (ضرب الخدين بباطن الكفين ) دلالة على رؤية أخيها ملقى على الأرض . وهنا تبدأ محاولة إنقاذ أخيها من خلال مساعدة صديقتها وكذلك من خلال استدعاء الشخصية الرابعة ( محمد ) الذي أخذ على عاتقه عملية إنقاذ ( الفلاح ) وحمله إلى بيته . ويعود الصراع الرئيس للانطلاق مرة أخرى بصورة مباشرة عندما تتصدى ( أخت الفلاح ) للطبيعة وظروفها التي نالت من أخيها ، ولإنقاذ الأرض الزراعية من الموت . فأعطت ( أخت الفلاح ) علامات دالة على مواصلة العمل مكان أخيها من خلال مسك ( المسحاة ) وإعطاء إشارات الحرث والزرع ، وكذلك إعطاء إشارة ( مسح الجبين ) للدلالة على حرارة الطقس . ولكن إذا استمرت ( أخت الفلاح ) في نفس طريقة العمل فسوف تلقى نفس مصير أخيها ، فكان لا بد من دخول عامل تغيير في المسرحية ليغير الصراع لصالح ( أخت الفلاح ) ، وبالفعل كانت عملية ( المساعدة ) هي العنصر الأساس المغير في مسار الصراع لصالح الشخصيات . فالمساعدة أتت من صديقتها التي جاءت تبحث عنها ، والتي قامت بمساعدتها من خلال اشتراك الشخصية الرابعة ( محمد ) الذي أخذ على عاتقه مرة أخرى مساعدة ( أخت الفلاح ) في زراعة الأرض . وبتعاون الجميع في عملية الزراعة استطاعوا أن يتغلبوا على الطبيعة وظروفها من خلال التمكن من استصلاح الأرض وزيادة المحصول .
الجمهور الإعاقة السمعية وتلقي الخطاب البصّري الدرامي
أن عملية التلقي الخطاب البصّري من الجمهور المتلقي تميزت بعدد من النقاط توضح طبيعة التلقي البصّري تجاه الموضوع المقدم إليهم ، وكان كما يأتي :ـ
• استخدم أفراد العينة المقاعد الدراسية كمقاعد للمتفرجين، فالمسافة البصرية كانت المسافة نفسها التي تلقوا من خلالها ملخص المسرحية التعليمية . فالانتباه تجاه الأحداث تميز بالوضوح الذي بدا من خلال المتابعة لمجريات الأحداث من دون صرف الأبصار إلى مكان أخر أو إلى كاميرا التصوير . بحيث كانت تلقائية التلقي هي السمة البارزة على أفراد العينة ، وقد اتضحت عملية الانتباه والتلقائية في التلقي من خلال عدم التذمر أو الملل تجاه الأحداث . مستفيدين بذلك من الإشارات والإعلانات التي قدمها الممثلون في تكوين العلاقات المكونة لبنية المسرحية التعليمية . وكان لعملية الاستمرارية في المشاهدة الأهمية في تعديل صورة الأحداث من خلال جعل الظروف التي ليس لها الأهمية في تكوين المعنى خارج دائرة التوقع لدى أفراد العينة مما ساعد ذلك في تنظيم شكل الأحداث ذهنياً للوصول إلى المعنى الكامل للمسرحية التعليمية .
• حالة التفاعل والاندماج مع الأحداث المسرحية التعليمية توضح من خلال ردود أفعال أفراد العينة تجاه الأحداث . فقد ظهرت مجموعة من ردود الأفعال من قبل أفراد العينة ومنها ( حركة يد أحد أفراد العينة مقابل وجهه ) للدلالة على حرارة الشمس التي كررها بعض الممثلين أمامه ، وكذلك النهوض المتكرر لبعض أفراد العينة الجالسين في الخطين الثاني والثالث من أجل إكمال صور الأحداث المقدمة أمامهم في المسرحية التعليمية .
• المتعة في مشاهدة الأحداث التي اتضحت من خلال علامات الدهشة والفرح والابتسامات التي رسمت على وجوه أفراد العينة فكانت تلك العلامات دليلاً على متعتهم . ولكن ليس لمتابعة الأحداث فقط ، بل كذلك مشاهدة زملائهم وهم يجسدون الشخصيات المسرحية التعليمية أيضاً .
• لغة التواصل المشتركة بين المؤدين والمتلقين سهلت على أفراد العينة تلقي موضوع المسرحية التعليمية . فقد أعطت اللغة المشتركة انسيابية في تلقي الإشارات الدالة عن مضمون العمل المسرحي ، والذي توضح في التواصل مع الأحداث وإظهار ردود الأفعال تجاهها من قبل أفراد العينة .
• التفاعل في التلقي البصري عند أفراد عينة البحث .
لقد تميزت عملية التلقي للخطاب البصّري للعرض المسرحي بما يأتي :ـ
• إن عملية التلقي البصري للمسرحية التعليمية وإعادة تجسيدها من الجمهور الإعاقة السمعية تمت بشكل واضح من حيث الفهم الكامل للفكرة الرئيسة للمسرحية التعليمية المقدمة عملياً ، وذلك عن طرق تركيز الانتباه على العلاقات المكونة للمعنى . فقد استطاع عددا من المتلقين تجسيد شخصيات المسرحية التعليمية ، وكذلك تصوير الأحداث التي شاهدوها في المرحلة السابقة ، وبذلك أعادوا تجسيد القيم الأساسية في المسرحية مثل ( مساعدة الصديق في العمل ، أحياء الأرض وازدهارها ، عدم إجهاد النفس أكثر من طاقتها ) وغيرها من القيم التي تحملها المسرحية التعليمية .
• تميزت عملية التلقي البصري بالتركيز والانتباه على مجريات الأحداث ، وذلك من خلال تكوين الاستبصار الجيد الذي توضح من خلال الفصل بين العلاقات المكونة للشكل وبين الظروف الأخرى التي ليس لها أهمية أساسية في تكوين المعنى مثل الظروف النفسية الناتجة عن وجود الكادر المشرف على التجربة من معلمات وباحثين اجتماعيين وكذلك المصورين . إذ استطاع الجمهور من تكوين مدركات حسية تحولت إلى مدركات عقلية عن طريق التنوع والتكرار ، فالتكرار توضح من خلال عدد من الإشارات المتكررة والناتجة عن الأفعال المتكررة في المسرحية والتي توضح قساوة الظروف التي مرت بها عملية الزراعة ومنها إشارة ( مسح الجبين ) التي تكررت عند ( الفلاح وأخته ) وكذلك الشخصية الرابعة . أما التنوع فقد اتضح من خلال تنوع الأحداث الناتجة عن استمراريتها وكذلك التنوع في القيم التي حملتها أحداث المسرحية التعليمية .
• فقد كان لبعض العوامل الأثر الواضح في إكمال المعنى لدى الجمهور ، ومنها عامل التقارب بين البيئة المسرحية التعليمية وبين البيئة الاجتماعية عند بعض أفراد العينة الذي ساعد على تصوير عملية صعود النخيل وجني الثمار التي قام بها أحد أفراد العينة ، فالبيئتان متشابهتان في ممارسة عملية الزراعة وجني المحاصيل الزراعية . فهما قريبتان من حيث البنية ، ولكنهما يختلفان في التفاصيل السطحية . وكذلك كان لعامل الاستمرار الجيد في متابعة الأحداث الأثر الواضح في المساعدة على فهم الشخصيات والأحداث وإعادة تجسيدها .مستفيدين أيضاً من عامل الذاكرة وما تحفظه من معلومات سابقة تجاه الموضوع المسرحي في تسهيل عملية التلقي البصّري للعرض المسرحي.
مخرجات التأسيس لمسرح بصري للصم والبكم
1. قدم الأفراد المشاركين في المسرحية تفاعل في التلقي البصري ، وقد أعطت صورة إيجابية في مستوى تطور التلقي البصري عملياً لديهم . فقد قدم أفراد العينة في المسرحية طريقة تمثلت في تجسيد قسم منهم لموضوع المسرحية التعليمية ، ولشخصياتها بشكل عملي أمام القسم الأخر من أفراد العينة والذي اندمج معهم الممثلون في عملية التلقي . والطريقة الثانية تمثلت في شرح موضوع المسرحية التعليمية من خلال شرح الشخصيات المسرحية الجالسة أمامهم ( الممثلين ) وإعطائهم الصفات والقيم الملائمة لكل نوع من الشخصيات . والطريقتان دلتا على نجاح العملية التفاعلية في التلقي البصري.
2. الانجذاب الواضح من قبل أفراد عينة البحث تجاه القيم الاجتماعية والأخلاقية والتربوية والمعرفية الجيدة ، توضح ذلك من خلال الانجذاب تجاه الشخصيات ذات الصفات الإيجابية . والنفور من الأفعال السيئة ، والذي توضح من خلال النفور من الشخصيات ذات الصفات السلبية . فلقد احتوت المسرحية التعليمية مجموعة من القيم الاجتماعية والأخلاقية والتربوية والمعرفية ، ونماذج من الشخصيات التي تميزت بالصفات الإيجابية جسدت القيم الجيدة ، وشخصيات أخرى تميزت بصفات سلبية جسدت الأفعال السيئة . فقد قام أفراد العينة في المسرحية بتجسيد شخصيات المسرحية التعليمية ، متبنين بذلك مجموعة القيم الموجود في المسرحية ، وإبداء التعاطف معها من خلال إشارات الإعجاب بها ونسب القيم الجيدة إليها . وكذلك قاموا بتوضيح الشخصيات غير الجيدة والنفور منها من خلال إعطاء إشارات عدم الرضا تجاهها ، ونسبة التصرفات والأفعال السيئة إليها .
3. استطاع المسرح أن يؤثر ذهنياً وعاطفياً وترفيهياً في أفراد عينة البحث ، وكذلك استطاع أن يوسع قدرتهم الاستيعابية وجعلها تتجاوز الحدود المتعارف عليها في عملية التلقي البصري المحدودة للمعلومات ، فقد تميز تأثير المسرح ذهنياً في المسرحية في عملية أحياء الأرض والابتعاد عن إجهاد النفس . أما التأثير العاطفي ، فقد توضح في المسرحية الأولى في مساعد الصديق في العمل والاشتراك في العمل الجماعي لإنجاز الأعمال التي تواجهنا بوقت وجهد أقل . أما التأثير الترفيهي فقد توضح في المسرحية من خلال ردود الأفعال التي اتصفت بالفرح والإمتاع وكذلك بعلامات التعجب والانبهار تجاه زملائهم الذين جسدوا الشخصيات في المسرحية التعليمية .وكذلك توضحت عملية التوسع في قدرة أفراد العينة الاستيعابية من خلال تجاوز مشكلة عدد الأسطر العشرة في ملخص المسرحية التعليمية الأولى ، وبوقت لا يتجاوز الأربع عشرة دقيقة فقط . وبذلك استطاع المسرح كوسيلة اتصال ووسيلة تعليمية وترفيهية أن يطور قدرة أفراد العينة الاستيعابية وجعلها لا تتحدد بعدد أسطر المادة ، وبوقت أقل .
4. حصول الممثلين من الصم والبكم على فائدة علمية وإنسانية عكسوها من خلال تجسيدهم للشخصيات المسرحية إلى أفراد عينة البحث . فقد تجسدت تلك الفائدة من خلال ما يأتي :ـ
• إشراك الممثلين الصم والبكم في الحياة العملية من خلال تجسيدهم لشخصياتهم لها صفات ومميزات تختلف عن صفاتهم ومميزاتهم ، تدخل في تقويم الصفات السلبية لديهم من خلال صفات إيجابية في الشخصيات المسرحية التي يتطبعون عليها عن طريق التكرار في التمارين اليومية على المسرحية التعليمية ، وكذلك التعرف على الصفات السلبية عند الشخصيات المسرحية من خلال تجسيدها والابتعاد عنها مستقبلاً.
• إشراك الممثلين الصم والبكم في أعمال مهنية أخرى لم يمارسوها وهي مهن الشخصيات المسرحية التي يجسدونها ، وكما في العرض المسرحي.
• إطلاق العنان للتعبير عما في دواخل الممثلين الصم والبكم من خلال المسرح ، وكذلك اكتشاف طاقاتهم وتوجيهها بشكل سليم نحو الأفضل .
الخاتمة
أولاً ـ يستطيع المستفيدون الصم والبكم الاندماج السليم في المجتمع إذا ما تهيأت لهم الفرص الجيدة والكاملة لتحقيق ذاتهم والتخلص من النقص الحاصل لديهم من جراء الحاسة المفقودة ، وكذلك العوق في جهاز النطق ، وذلك من خلال وضعهم في ظروف خاصة نبث من خلالها الثقة العالية في نفوسهم ، وكسر العزلة النفسية التي يعيشها أغلبهم من جراء نظرة المجتمع تجاههم .
ثانياً ـ يستطيع المستفيدون الصم والبكم الاشتراك في النشاطات المسرحية ، وذلك لأنهم يمتلكون القدر التعبيرية العالية في تصوير الأحداث وتوصيل معانيها بشكل دقيق إلى المتلقي .
ثالثاً ـ يمكن الإفادة من لغة الإشارة المستخدمة عند المستفيدين الصم والبكم في مجال المسرح ككل ، وعمل الممثل بصورة خاصة ، وذلك من خلال عمل مشترك بين معاهد وكليات الفنون الجميلة ومعاهد الأمل للصم والبكم في العراق ، لتطوير عمل الجانبين وتقريبهما من بعضهما البع