صدر في عمان عن دار صفاء الأردنية كتاب (الجدلية الأنطولوجية وتشكيل المعنى) للمؤلف العراقي الأستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي ، ويتضمن الكتاب سبعة فصول ويقع في (160) (قطع وزيري) تناول الكاتب في مقدمة كتابه (الجدلية المستمرة التي يراها بعض بأنها عبارة عن افتراضات لا تتحقق في عالم متسارع الخطوات نحو تأسيس افتراض كلي للأشياء وذواتها، وما ينتج عنها من ماهويات قد ينتهي تأثيرها بزوال من يوجدها في ظل التسارع الذي يشهده العصر الحالي، الذي أصبح من أولوياته الاعتماد على جعل العالم شديد الاتصال بعضه ببعض، وأصبحت المعلومات المتناقلة ترفض كل الحواجز والعوارض التي تبعد المتلقي عن دائرة التطور ، فهذا العصر عصر الجنون في كل شيء، ابتداءً من العلوم التي أصبحت في أغلب الاحيان تبحث في اللامألوف لدى الانسان البسيط، وإنتاج مفاهيم جديدة تأخذنا يميناً وشمالاً؛ بل أصبحت هذه العلوم ومن يقف خلفها تبحث في إيجادنا وإعادة انتاجنا مرات عدة؛ بل إلى ما لانهاية وخصوصاً في استنساخ اشكالنا، وعقولنا، ومفاهيمنا، التي أعتقدها بعضهم بأنها ثابتة ولا تتغير؛ لكنها تغيرت لكون هذه المعتقدات لا تستطيع المنافسة بشكل جدي مع الاطروحات الفكرية والثقافية الجديدة المستمرة، والتي تستمد اسسها من الافتراضات الجديدة التي حولت حياة الانسان من كائن له وجوده الفاعل في الاوساط كافة، إلى كائن معزول ومنفرد، وإن الأدوات الجديدة والآلات حلت مكانه في العديد من المواقع التي كان يشغلها، واختفت العديد من القيم الاخلاقية، وأخلاقيات العمل التي كانت مرتبطة بوجوده )، وأحتوى الكتاب على عناوين فرعية منها البحث في الوجود بذاته وتشكيل الماهيات وتاريخية الوجود والموجود من خلال المدارس الفلسفية القديمة والحديثة ،ومسارات في مفهوم الوجود ومتغيراته التصورية ، وبندول المعرفة والحركة البينية بين الوجود والمعنى .