
نص المقال
الكثير من العراقيين يعبر بشكل معين عن رفضه لموقف الحكومة العراقية .. البعض يشتم والآخر يحلل والثالث يقدم آراء غيره في صفحته الخاصة .. ولكن القية كلما اختفت من وسائل التواصل عادة مرة أخرى للظهور نتيجة تصريح معين ، أو موقف حكومي معين قد يكون دافع هذا الظهور لجر الرأي العام لموضوع ما من أجل تمرير موضوع آخر أكثر خطورة من الأول .. وحتى تحديد نوع الموضوع وطرق توظيفه في الطرح عبر وسائل التواصل في اوقات معينة لها غاياتها .
والنتيجة تعددت الموضوعات وأصبحت تشوش الرأي العام وتلهي الجمهور وكل هذه الموضوعات تختفي عندما ينتهي وقتها وهكذا اللعبة .. يسحبونك إلى نقطة معينة لها غاياتها وبعد ذلك تختفي فجأة .
وهكذا هي لعبة السلطة التي تمتلك المعرفة في تشكيل الرأي العام والسيطرة عليه .
لكن السؤال المهم في هذه الحالة .. كيف تكون مؤثر في هذه القضايا ؟ وما هي خطوات كشف اللعبة التي تضعك فيها السلطة ؟ .
كن مؤثراً من خلال تفعيل وعيك بالآتي :
١. المعرفة بظهور القضايا واختفائها : عندما تكون على معرفة حقيقية وعميقة بالاحداث ،ولا تكون سطحي في متابعة الأحداث .. ستكون مؤثراً في إحباط المخطط المراد تنفيذه من قبل جهة ما .
٢. الثبات وعدم المغادرة إلا بعد الحسم : لا تغادر القضية أو الحدث إلا بعد حسم القرار السليم تجاه ما حدث ستكون مؤثر في تحديد الخطر وتحجيمه.
٣. الوعي بما يترتب على كل قضية مثارة: وعيك بالقضية المثارة سيشكل موقف ثابت تجاه هذه القضية ويكون مؤثراً فيها .
٤. القضايا المصنعة وحجمها في الظهور : لو ركزت على القضية الرئيسة التي جعلت من الرأي العام مثاراً ولحقتها قضية أو حدث آخر خلفها مباشرة أو قد يكون أكثر من حدث ،اثبت على حسم موقفك تجاه القضية الأهم وبعدها عبر عن الاخريات من القضايا كون أن هذه القضايا هي لسحبك إلى مواقف أخرى وتشتيت انتباهك عن الأهم.
٥. السلطة وحجم التضحية المقدمة من الجمهور : انظر إلى مستوى التضحية والى مكانة المضحى بهم ، وانظر إلى من وضعهم في هذه الامكنة ستجد ان هؤلاء هم الطُعم الأول لسحب غضبك تجاه الموضوع المراد إبعاد عنه .
٦. المضحى بهم دون زحزحة من يقف خلف هذه الحوادث: بعد التضحية بالواجهة الشكلية من الأشخاص سيعود من يقف خلف المشكلة الحقيقية بوجه آخر ومظهر آخر وأسلوب آخر ، وهذه هي لعبة السلطة معك حتى تنخدع من جديد بهذه اللعبة .
٧. ربط القضايا بعضها ببعض سيظهر المستفيد من وقوعها : حتى تفهم نوايا السلطة اربط القضايا بعضها ببعض والحوادث بعضها ببعض ستجد من يرتبها في طريقك ويبعدك عن التركيز بالمهم من القضايا والأحداث.
خور عبدالله هل هي القضية الأهم؟ حياة الإنسان هل هي القضية الأهم في ظل الحرائق المتكررة ؟ قضية الكهرباء والخدمات هل هي الأهم ؟ قضية الوضع المالي العراقي وتصريحات من يمثل الشعب هل هي الأهم ؟ قضية الأراضي الزراعية وتمليكها هل هي الاهم ؟ قضية المياة والشحة التي يعاني من أبناء الوطن هل هي الأهم ؟ قضية الاختلاسات المالية الكبيرة هل هي الأهم ؟ قضية المحتويات الهابطة والترويج للملازم الدراسية هل هي الاهم ؟ وقضايا كثيرة ومتعددة الغايات والنوايا من فيهم الأهم ؟ . ولماذا تظهر قضايا وتختفي اخرى وتعود بعد ذلك .
متى تكون مؤثر ؟ عندما تكون قضايا الوطن والناس والمجتمع تأخذ ثبات في وعيك ولا تغادره بمجرد انتهاء ظهورها في وسائل التواصل والاعلام المحلي ؟