الكثير منا لا يفرق بين الحقيقة ومعناها ، فالبعض منا يحاول أن يربط الحقيقة بالمعنى الذي توّلد لديه دون أن يعي بأن الحقيقة شيء وفهمه لها شيء آخر ، ومن ثم يحاول أن يبني مواقفه على هذا المعنى المتشكّل من الحقيقة في ذهنه على حساب الحقيقة ذاتها .

نعم انها إشكالية لا يعيها الكثير منا كون أن الحقيقة هي ثابتة والمعنى متغير ، فتصبح الحقيقة لديه متغيرة حسب تكّون المعنى لديه ويبدأ بتوظيف المعنى صبغة الحقيقة ويجعل من معناه لها ثابت ، ومنها ، أي الحقيقة، متغيرة بحسب توجهاته الايديولوجية ونظرته لما حوله .

الفرق سيكون أكثر وضوحاً لدى المفكّر الحقيقي الذي يحاول أن ينحاز للحقيقة كما هي ويناقش كل المعاني المختلفة المتوّلدة منها ، بينما الإنسان الذي يسعى خلف معانيه للحقائق لا يفرق بين معناه وبين الحقيقة.

في السياسية والاقتصاد والاجتماع وحتى الدين يجب ان نركز على الحقيقة، ونوظف المعنى لصالحها حتى نصل بكل هذه المجالات الى بر الأمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *